التطهير الأول-The first purge: فيلم ديستوبيا و إثارة أمريكي ناجح بامتياز، لكن أ قد تتأثر أمريكا نفسها ودول أخرى بفكرته المخيفة ونرى الفيلم يتكرر على أرض الواقع ؟


مع بداية صيف ٢٠١٨ ، ستشهد السينما الأجنبية طرح عدد كبير من الأفلام من شتى الأنواع، لكن بالنسبة لأفلام الإثارة ، فاستعدوا يا أصدقاء إزآرت الأوفياء، لأنكم على موعد لمشاهدة جزء رابع وجديد من سلسلة أفلام "the purge - التطهير " لكن هذه المرة الفيلم معنون ب "التطهير الأول - The first purge" .


القصة :

وطبعا سنحكي القصة لمن لا يعرف هذه السلسلة المشهورة والناجحة، و إن كنت تعرفها فيمكنك المضي للفقرة التالية، أفلام هذه السلسة تصنف ضمن أفلام الديستوبيا والإثارة وبعض الرعب – إن لم أقل الكثير من الرعب بالنسبة للبعض – ، قصة السلسلة ليست من النوع التي تكون موزعة على أفلام السلسلة وتربط بعضهم ببعض ، بل نفس القصة تتكرر مع كل فيلم ، لكن كل واحد يختلف عن الآخر بشكل جميل ، فتجد أماكن جديدة، أبطالا جدد، إضافات جديدة، رغم أن هناك تكامل وترابط في القصة فعلا لكنه جزئي، ولن يؤثر على فهمك فمثلا إن شاهدت الفيلم الرابع ستفهم حكايته على الرغم من عدم مشاهدتك للذي سبقه .

المهم القصة تحكي عن رئاسة جديدة بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم اعتماد نظرية حديثة للقضاء على الفقر وازدهار الاقتصاد عند بقاء الأغنياء فقط ، هذه النظرية تقول :" ليلة التطهير، ليلة سيتم اعتمادها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كل سنة لمدة تدوم 12 ساعة، فبمجرد الإعلان عن بدايتها، تكون كل الجرائم بما فيها القتل أو التعديب أو الاغتصاب ... إلغ ، مسموحة مئة بالمئة . وخلال هذه الليلة ، كل الخدمات ستتوقف عن الاستجابة، فليس هناك إسعاف أو شرطة أو أمن أو إطفاء".


ستتساءلون ، كيف لهذه النظرية الغريبة أن تحد من الفقر ، فإن الأغنياء أصدقائي يشترون أنظمة حماية لمنازلهم الفخمة ، حماية قوية لا يمكن اختراقها ، وتكلف أثمنة خيالية، وهنا بالضبط المغزى من ليلة التطهير ، فالفقراء ليس باستطاعتهم اقتناء جهاز حماية لمنازلهم الصغيرة بتلك الأثمنة التي لن يتمكنوا من جمعها طيلة حياتهم ، لذا فالذي يريد التخلص منهم ، يسعى للفتك بهم في تلك الليلة والبلاد تتحرر من كم هائل من الفقراء، وحتى الذين ينتمون للطبقة المتوسطة كذلك، لن يستطيع شراء تلك الأنظمة، لن يشتروها إلا أغنياء الأغنياء .

وعادة أبطال الفيلم هم أولئك الذين لم يحصلوا على حماية لهم ولمنازلهم، إلا في الجزء الأول, فقد كان الأبطال أغنياء ،فيضطرون لحماية أنفسهم بأنفسهم، حيث يهاجَمون من قبل أولئك الذين يدعمون فكرة أن الفقراء ليس لهم مكان بينهم ، فيخرجون من منازلهم هاربين منهم حيث الشوارع خالية ليس فيها إلا القتلة المقنعين، هنا يبدأ الرعب بعينه ، حيث يكون قلبك و كيانك كله ، في ذلك المكان معهم تساندهم و تقول لهم اهربوا إنهم قادمون ... يا إلهي إنهم سيعترون عليكم ...إنهم يراقبونكم و عرفوا مكان اختبائكم غيروا مكانكم أرجوكم ... لا تجلس هكذا تحرك هيا بسرعة لا أعلم سبب بقائك جامدا هكذا ...



تبقى في هذا الحال والعد التنازلي ثقيل جدا حتى تشرق الشمس وتنتهي الليلة ، فتنشط المدينة بسيارات الإسعاف والشرطة وحينها الفيلم ينتهي بعدد من الأبطال المقتولين ... ليبقى واحد أو اثنان قد استسلموا وقد مر عليهم ما لا يمكن تخيله من الذعر ، أولئك الذين كنت تدعمهم أكثر شيئ.

وإليكم بعض الصور أو اللقطات من السلسلة كلها في مختلف الفترات، سترون أولئك المقنعين ولحظة الدفاع عن النفس وستتمكنون من تركيب صورة على السلسلة في ذهنكم :



كما ترون القصة هائلة ومشوقة، كما أنني بدوري أنتظر بفارغ الصبر طرح الفيلم في المواقع الإلكترونية فهو جديد ولا زال في السينما .


معلومات سريعة :

الفيلم صدر في الرابع من يوليوز (تموز) لهذه السنة ، وهو من إخراج جيرارد مكاري ، حيث تكلف بالإنتاج والسيناريو ، مخرج الأجزاء الثلاثة السابقة جيمس ديموناكو ، مدته 98 دقيقة, حيث حصل الفيلم على تقييم 5.3 من 10 من قِبل 8288 صوت في موقع  imdb اضغط هنا لترى تقييمه الأن بعد ازدياد الأصوات ، لكن مع ازدياد الأصوات سيرتفع التقييم، لأن الفيلم محبوب لذا الجميع خاصة الأمريكيون .


ملصق الفيلم

ماذا سيقع لو تأثرت أمريكا والدول الأخرى بفكرته ؟

الفيلم لو شاهدته ستلاحظ عنفا كبيرا يخيم عليه، مما يجعلنا نشك أ فعلا المجتمع الأمريكي هو مجتمع خيالي، فاسد أو مخيف ، أو عنيف ومرعب، أو غير مرغوب فيه بطريقة ما، فماذا لو كان ذلك حقيقة ؟ وتأثرت الدول الفقيرة بهذه الفكرة حتى تقضي على الفقر من مدنها ؟!

مجرد تصورها يشعرك بالرعب والقشعريرة ، فأنا من معجبي الفيلم، وممن عاش تلك الرهبة من القتل والاختباء من القاتل المقنع الذي يلحق بي مع أبطال الفيلم ، حيث كنت أطلب أن ينتهي قريبا، فعساك أن يكون ذلك حقيقة أمامي . فإن وقع هذا، لا يسعنا عندها إلا أن نقاتل كل عام مثل الأبطال في الفيلم ، ونأخذ معنا بعض الجروح والكدمات الخطيرة إلى أن تنتهي الليلة، هذا إن لم يقع ما أخطر فقد تساهلت مع الوضع, حقا هذا يضحكني، لكنه إن وقع حقيقة سيتحول الضحك إلى بكاء ورعب .


في النهاية ، أعلم أن المقالة كانت طويلة بعض الشيء، لكن أشكرك على القراءة صديقي الوفي، وأشكر كل أصدقاء إزآرت .

إلى اللقاء في الفيلم القادم ...

التطهير 4 : التطهير الأول إعلان 2018   -  Purge 4 : The first Purge Trailer 2018


معلومات المقالة :

المقالة عدد : 2

تاريخ النشر : الاثنين 22 يوليو 2018

كاتب المقالة : ايوب إزناكن   خديجة بن علي

تم عمل هذا الموقع بواسطة